Translate this site

الجمعة، 7 أغسطس 2015

ماذا تعرفين عن شعرك ؟

الموضوع بقلم: Dr

ماذا تعرفين عن شعرك؟



قيل في الشعر انه تاج الجمال وهذا صحيح, فالشعر دليل واضح لا على مدى اهتمامك به هو فحسب, بل على مدى اهتمامك بنفسك وجمالك, فالشعر الأشعث يعطينا أسوأ فكرة عن صاحبته, كما أن الشعر المصفف الذي يبدو عليه آثار العناية يدل على أن صاحبته تعني بنفسها, وتحرص حرصاً حقيقياً على أن تبدو في أجمل منظر وأبهى شكل.

ومنذ أقدم الأزمان والعصور كان الشعر هو الشغل الشاغل لبنات حواء, حتى اختلفت وصفات تجميلية وتعددت أساليب تصفيفه والعناية به, وتطورت حسب تطور الحضارة الإنسانية, ففي الماضي كانت النساء يستعملن شحم الجمل ومساحيق الأعشاب "السحرية" والحناء, واليوم أصبحن يستعملن أحدث ما توصل إليه العلم الصحيح, وسواء في هذا العصر أو ذاك كانت غاية حواء واحدة لا تتبدل: هي الحصول على شعر ساحر جميل, الأمر الذي أوجد في الماضي مجالاً واسعاً للمشعوذين والدجالين كي يصفوا ما يخطر على بالهم من الوصفات "السحرية" الكاذبة, كما أوجد في الحاضر مجالاً للعلماء كي يجعلوا هذه المنحة الإلهية الساحرة، محط دراساتهم، وموضع فحوصهم وتحليلاتهم، كي يتوصلوا إلى أجدى الطرق المؤدية إلى حفظ سلامة الشعر، ومنحه الرواء والبهاء إلى أطول وأبعد مدى ممكن.

ومما لا شك فيه أن تزيين شعرك بصورة جذابة وبشكل يناسب ملامحك يساعد على زيادة جمالك زيادة مضاعفة مهما كان وجهك قليل الجاذبية, إنما يجب عليك كي تحافظي على صحة شعرك وبريقه أن تعرفي بعض الحقائق البسيطة عن الشعر وتكوينه.

وقد تدهشين إذا علمت أن الشعرة الدقيقة التي لا تكاد ترى بالعين المجردة، تعتبر في نظر العلم عضواً كاملاً يعيش مع باقي أعضاء الجسم في نوع من الانسجام، يشبه مجتمعاً مستقلاً يعيش بجوار مجتمعات أخرى.
وكأي عضو آخر من أعضاء الجسم، نجد أن للشعر أجهزته المفرزة، والماصة، والعصبية، والوعائية، فهو يأخذ غذاءه ويمتصه ويحوله ثم يلفظ البقايا والنفايات في مجار داخلية.

والشعر الحي النابت في رؤوسنا، يأخذ من أجسامنا قسماً من حاجته، ويحصل على باقي حاجاته بوسائله الخاصة، وهذا يعني أن كل وسيلة تهدف إلى تحسين الشعر وتقويته يجب أن تتم عن الطريق الموضعي, بالإضافة إلى طرق تحسين الصحة العامة. وبعبارة أخرى: لابد من الاستعانة بالعلاجات الموضعية الخاصة بالشعر، والملائمة لطبيعة صاحبته وحالتها الصحية.

لقد أثبت العلم أن الشعر ينمو بمقدار إثني عشر ميليمتراً في الشهر، وأن سرعة نموه تتوقف على الجو، فهو ينمو في الصيف بسرعة أكبر من نموه في الشتاء، ويقدر عدد الشعرات السود بين ذوات الشعر الأسود بمائة وعشرين ألف شعرة، أما بين الشقراوات فإن هذا الرقم يصبح مائة وأربعين ألفاً، وينخفض إلى تسعين ألفاً لدى ذوات الشعر الأحمر.

الشعرة الساقطة، هي شعرة ميتة قبل ثلاثة أشهر، وفي الأحوال الصحية العادية يتساقط من شعرك يومياً عدد يتراوح بين خمس وعشرين ومائة شعرة، فإذا كانت صحتك جيدة، فإنك تستعدين هذه الشعرات في اليوم نفسه الذي ماتت فيه، أما إذا كنت على العكس، فإن لذلك حديثاً آخر يأتي في حينه.

والشعرة في نظر العلم, عبارة عن "اسطوانة" تتألف من قسمين, أولهما غائر في الجلد – ويمسى "الحراب" والثاني ظاهر – ويسمى "الجذع" وهذا الجزء الأخير مؤلف من ثلاث طبقات:
1 – تدعى الطبقة الاسفنجية الداخلية منها لبّ الشعرة Modullaويتألف من حجيرات ملونة بينها أحيانا فقاعات هوائية, ووظيفتها امتصاص غذاء الشعرة من النسيج الضام حولها, ويجدر أن تعرفي أن الأطعمة التي تغذي شعرك أكثر من غيرها هي نفسها التي تساعدك لتبقي على قوامك الرشيق, الكثير من البروتينات الموجودة في اللحوم والدجاج والاسماك والبيض, والفاكهة الطازجة والخضار ومقدار معقول من المواد الدهنية, ومقدار قليل من السكاكر والنشويات, وإذا كان شعرك دهنياً فأقلي من تناول الأدهان والمقالي.
2 – والطبقة الوسطى هي أتخن طبقة في الشعرة, وتسمى القشرة Cortex, وتحوي هذه الطبقة على الأصبغة التي تحدد لون شعرك الطبيعي, كما أنها الطبقة التي تتأثر بالتمويج والتلوين الاصطناعيين.
3 – والطبقة الثالثة الخارجية وتسمى بشرة الشعرة Cuticule, وتتألف هذه من صفائح رقيقة شفافة تحيط بالقشرة تشبه قطع القرميد التي يركب بعضها بعضاً, وتمنع جذع الشعرة من التقصف والتعقد.

ومن المعروف أن لب الشعرة مركز لمجار دموية لولاها لما نمت الشعرة ولما واصلت الحياة, ولهذا نرى أن العلاج الفعال لتساقط الشعر بهدف جزئيا أو كلياً إلى تنشيط الدوران الدموي.

وسرعة نمو الشعر تتفاوت تفاوتاً كبيراً بين شخص وآخلا, بل لدى شخص بعينه في فترات مختلفة تبعاً لسنه ولحالته الصحية العامة, وإن كان المعدل الوسطي المعروف هو سنتيمتر واحد في الشهر.

وإذا أخذنا شعر امرأة سمراء ووصلناه ببعضه حصلنا من ذلك على طول يتراوح بين 70 – 80 كيلو متراً, أما الشقراء فإن شعرها يصل إلى 110 كيلو مترات, هذا ما توصل اليه الدكتور "ديتوف" وهو عالم انكليزي عكف على دراسة الشعر من الوجهة الجمالية, ومما تبين لها أيضاً أن الشعرة السمراء أقدر على المقاومة أربع مرات من الشعرة الشقراء, كما أنها "أي الشعرة السمراء" قادرة على أن تحمل ثقلاً قدره مائتا جرام قبل أن تنقطع, أما الشعرة الشقراء فانها لا تتحمل أكثر من خمسين غراماً.
وعمر الشعرة في الرأي, يقدر بثلاث أو أربع سنوات, أما شعرة الهدب فإنها لا تعيش أكثر من مائة وخمسين يوماً, وفي الصيف والربيع يسرع الشعر في النمو أكثر من سرعته في الفصلين الآخرين, كما أن هذه السرعة تبلغ خمسة عشر ضعفاً, في نور النهار عنها في ظلام الليل, ولهذا تعتبر الحمامات الشمسية أحد العلاجات الهامة لإطالة الشعر.

وبالإضافة إلى هذا كله, فإن الشعرة يمكنها أن تكشف النقاب عن منبت صاحبها وعرقه، فقد دلت دراسة مقطع شعرة حسب نظرية الأخصائي ((بريزباي)) ـ أن بالمستطاع أخذ المعلومات الوافية عن الزمرة البشرية التي ينتمي إليها صاحب الشعرة، فغذا كان المقطع دائرياً، فالشعرة تخص يابانياً أو صينياً أو هندياً، أما إذا كان بيضاوياً فهي لآري غربي، وإذا كان إهليلجياً طويلاً فهي لغربي أو تركي، أما الزنجي فإن المقطع يكون لديه مسطحاً جداً.

وأخيراً ..
يتلقى الشعر في ثلثه الوسطي المغروس في الجلد إفرازات غدية، تحمل مادة دهنية اسمها الدهن (SEBUM) ، وهذه المادة تغلف الشعرة كي تحميها من العوامل الخارجية، وتكمن الغدد الجلدية قرب منابت الشعر، وبجوار جذوره.

0 التعليقات:

إرسال تعليق