Translate this site

الخميس، 6 أغسطس 2015

اعتني بجمالك قبل عنايتك بمظهرك

الموضوع بقلم: Dr

اعتني بجمالك قبل عنايتك بمظهرك


"ليس هناك امرأة قبيحة, إنما هناك نساء لا يعرفن كيف يظهرن جميلات", عبارة أطلقها في القرن السابع عشر الكاتب الاجتماعي الفرنسي الشهير جان دولابريير, ونراها اليوم حقيقة واقعة أكثر فأكثر, ذلك لأن مستحضرات التجميل الحديثة مع ما يرافقها من فنون التطبيق الجديدة, تمكن أية امرأة, شابة أو مسنة, أن تعطي انطباع الجمال الأخاذ, الجمال الذي تنشده كل امرأة منذ العصور الغابرة.

وتدل التحريات والاستقصاءات أن مستحضرات التجميل عرفت منذ زمن الفراعنة, وهناك مجموعة مستحضرات وعلاجات استخدمتها نساء الروم ومن جملتها منظفات ومرطبات للبشرة, ومقصرات للجلد تجعله أكثر بياضاً ونصاعة, وأصبغة للشمر, ومنميات للصدر, وعلاجات ضد تجعد الوجه, ومحاليل لإزالة الروائح الجلدية, وأخرى لإزالة الشعر.

غير أن جميع هذه المستحضرات الأولية كانت تركب في البيت وبطرق بدائية إذا ما قورنت بعصرنا الحاضر, حيث خرجت مستحضرات التجميل عن الحامية والشعوذة وعن السحر الذي كان يحيط بها.

وجُند العلم والفن الصحيحان في سبيل خدمة المرأة وجمالها والحفاظ على نعومتها وأنوثتها, واليوم يلعب كل فرع من فروع العلم تقريباً دوراً في صناعة مستحضرات التجميل, فهناك العلماء الكيميائيون وعلماء الطبيعة والجراثيميون وأخصائيو الجلد والفيزيائيون الذين انضموا إلى صف صناعة مستحضرات التجميل للمساهمة في انتاج مواد حديثة تروي ظمأ رغبة الانثى في جمال أبدي دائم.
لذلك لم يعد مهماً بعد الآن أن تكون المرأة ذات جلد دهني أو جاف, أو ذات لون شاحب باهت, أو كان لها أنف كبير أو عينان صغيرتان, أو كانت شفتاها غليظتين أم رقيقتين, أو كان شعرها مجعداً أو سبطاً عديم الحيوية, فأي من هذه النواقص والشوائب غدا قابلا للاصلاح بحيث يبقى العيب سراً بين المرأة ومرآتها فقط.

ولقد كانت سحابة التعاسة تخيم على حياة الأنثى عندما تتخطى الأربعين من العمر, فأصبح بامكانها اليوم, وبفضل الهرمونات وطرق التجميل الآخرى, الحفاظ على نضارة الشباب لديها إلى أن تتخطى الستين أو السبعين.

وفوق هذا إننا نرى كثيراً من النساء يمنهن التعصب والتزمت أو الجهل والحيرة, من الاستفادة الحقيقية من مواد التجميل العصرية الفعالة, فالطاعنات بالسن, وبخاصة في مجتمعات المدن الصغيرة ما زالت لديهن صفة التزمت والمحافظة على القديم, انهن يستنكرن فكر تطبيق مستحضرات التجميل (المكياج), وأكثر ما يذهبن إليه ويفعلنه هو وضع خط أحمر للشفاه (غالباً يكون من لون غير مناسب) ومسحة من البودرة مهملين إصلاح كل عيب آخر.

وفي نفس الوقت تعلو وجوههن مسحة اليأس والحزن حين ينظرن إلى المرآة ويشاهدن جمالهن الذاوي, انهن يكرهن في قرارة أنفسهن وينكرن تقدمهن في السن والتفكير بأن أيام شبابهن قد ولت إلى غير رجعة, إن نظرتهن المتزمتة إلى مستحضرات التجميل تنسيهن أن المكياج العصري دقيق التظليل, ناعم الأثر, قابل أن يكون خفيفاً لا تلحظه الأعين, ولكنه يبدل المرأة المسنة ويضفي عليها رونق الشباب ومظهر الصحة والجمال مما يبعث فيهن الاعتداد بالنفس وحب الحياة من بعد يأس وقنوط.

أما النساء الشابات فليس لديهن طبعاً هذا الشعور بالتزمت تجاه مستحضرات التجميل, ولكنهن رغم حمساهن الشديد فإنهن, مع الأسف, تعوزهن الخبرة في التطبيق, ولا نبالغ في الواقع إذا قلنا بأن نصف النساء اللواتي يستعملن مستحضرات التجميل لا يعرفن كيف يبدين جميلات إذ تنقصهن الخبرة والمعرفة بأصول الماكياج وفن التجميل, فلقد رأيت أعيناً صغيرة يظلها لون غامق فيجعلها تبدو أصغر مما هي, وأبيض ركز على خد منتفخ أكثر انتفاخاً وتدويراً, وهناك لون الشعر الذي لا يناسب لون بشرة الآنسة التي تحمله فظهر الشعر إلى المللأ صارخاً عديم الإنسجام, وليست هذه الأمثلة سوى البعض القليل من المحاولات الخاطئة في تطبيق الماكياج من نساء تنقصهن الخبرة والمعرفة.
وثمة فخ آخر تقفع فيه الكثيرات, هو تطبيق البدعة (الموضة) وملاحقتها بصورة عمياء, لا تنسى يا سيدتي أن الموضة في الفستان أو في الماكياج لا تظهرك جميلة إلا إذا ناسبتك أنت بالذات.

ولحسن الحظ فان القيمين على ارسال الأزياء والبدع يتفننون في ابداع واخراج عدة أشكال من الموضة لإرضاء مختلف الأذواق والأجسام, فباستطاعتك أن تتعلمي بسهولة إذن متى تتقبلين هذا الشكل ومتى ترفضين أو تعدلين عن هذه الفكرة, فمثلاً إذا طغت بدعة الأقمشة المخططة (ذات الخطوط) وكنت أنت من النوع القصير البدين, فيجب أن تتفادي لباس فساتين ذات خطوط أفقية (عرضانية) لأن ذلك يجعلك تبدين كالبرميل المنتفخ, ولتكن الخطوط على فستانك بشكل طولاني مما يكسبك منظراً طويلاً أولاً, ويخفف من مظهر سمنتك ثانياً, وكذلك إذا ظهرت موضة الوجوه الشاحبة فانك تبدين كالمهرج في مكياج فاتح اللون, عليك باختيار لون يتناسب مع لون جلدك بالذات, فالمهرجون خلقوا للضحك منهم وللترفيه عن نفوس الحاضرين, أما النساء فللإعجاب والاحترام.

وهناك نساء من جميع الأعمار يشعرن بعقدة نقص ثابتة تجاه شكلهن, وبعد عدة محاولات أجرينها بدون خبرة على أجسامهن ووجوههن أصابتتهن الخيبة وتخلين عن الفكرة, فكرة الماكياج, بكاملها, من دون أن يقدرن أن الماكياج له قواعد وأسس لا بد من اتباعها.

لذلك فإذا أصابتك الحسرة ومسك الألم لأن الطبيعة لم تهبكِ أعضاء متناسبة ولا قواماً جميلاً, فلا تثريب عليك, وتذكري أن قليلاً جداً من النساء يولد جميلاً, وكثيرات يصان إلى الشهرة بجمال آخاذ وأصبحن محط الأنظار لأنهن تعلمن كيف يحصلن على الجمال ويخفين العيوب وذلك بتطبيق الماكياج الفني الذي يحول المرأة ذات الجمال الوسط إلى امرأة بارعة الجمال.

إن غاية هذا الكتاب هو وضع المعرفة والفن في متناول يديك, ومعرفة اختيار مستحضرات تجميلك الخاصة بك بدون خطأ, واختيار الألوان التي تناسب جلدك ولونه ونوعيته, وكيفية تطبيقها بمهارة.

والموضوع في غاية السهولة حين تتعرفين على كل هذه التفاصيل, ولتسهيل عملك وضعنا في نهاية الكتاب فهرساً مفصلاً بمحتوياته.

فلنفرض أن لديك جلداً دهنياً يخلق لك المشاكل والمتاعب, ويميل إلى التلطخ وظهور الحبوب والبقع, ويبدو عنيداً لا يتقبل أي نوع من الماكياج, راجعي عندئذ الفهرس المفصل وانظري في باب الجلد, الجلد الدهني فتجدين رقم الصفحة التي تهديك سواء السبيل, وربما تحتاجين إلى معالجة مشكلة أخرى واسعة الانتشار مشكلة الهالة السوداء تحت العين, إن نظرة سريعة على الفهرس في باب العين تعطيك الجواب الصحيح في أقل من دقيقة واحدة.


أنف كبير, ذقن متهدلة, جبن واطئ, شعر كثير, أي مشكلة جمالية تخطر على بالك تجدين لها حلاً.

0 التعليقات:

إرسال تعليق