Translate this site

الثلاثاء، 4 أغسطس 2015

جمالك سيدتي .. حذارِ من الفكرة الثابتة

الموضوع بقلم: Dr

حذارِ من الفكرة الثابتة .. جمالك سيدتي



تعرفين يا سيدتي فينوس.. ورأيت, دون شك, صورة تمثالها عشرات المرات.. آمنت مع الذين ذهلوا لجمالها الخارق بأنها يمكن أن تعتبر مثالاً فريداً لا مثيل له من أمثلة الجمال.

ومع هذا, فان فينوس, مقطوعة الذراعين.

فإذا تستنتجين من ذلك؟

إن "عاهة" فينوس التي اختارها لها النحات العبقري الذي صنعها لم تمنع سحرها الطاغي, وهي تمثال من الحجر, من أن يشهده كل من شاهده, وان فو بروحه وهو  في أعماق نفسه:

هذا الجمال الحقيقي...

أريد أن أقول لك, يا سيدتي, إن وجود "عيب" ما في أية امرأة, لا يقتضي منها بالضرورة, أن تشعر باليأس والقنوط, وأن تسقط عند أقدام (مركب النقص) ينال من سعادتها, ويحملها الهموم ما يحيل حياتها إلى جحيم.

ولطالما سمعت تعبير "مركب النقص" ثرثر به مريضاتي, حاولات أن يشخصن به عللهن الجمالية التي أعيتهن, نادبات حظهن في الحياة.. الأنف.. التجاعيد.. الوبر.. الشعر الذي يعلو الشفتين أو الساقين, التشحم, كل عيب من هذه العيوب جدير بأن يخلق لدى صاحبته "عقدة", رغم أن هذا التعبير ما تداولته الألسن – فقد دلالته وقوته التعبيرية, ولم يعد يدل على المعنى الذي وجد من أجله, بل غداَ يشعرنا بمدلول آخر هو "الفكرة الثابتة".

إن تركيز التفكير تركيزا دائما متواليا في عيب جسدي ما, يؤدي بصاحبه حتما إلى ازدياد اضطرابه النفسي, وإلى الحياة في دوامة مروعة من الهم والغم تجعله صريعاً "للفكرة الثابتة"

قد لا تستطيعين يا سيدتي أن تصبحي آية من آيات الجمال, ولكن باستطاعتك دون شك الاستحواذ على إعجاب الناس حتى ولو كان فيك "عيب" ما, أو ما تعتقدين أنت أنه عيب, وهذه فينوس, أعود فأقدمها لك, مثلاً قوياً على ما أقول.

إن الجمال مسألة نسبية بحتة, وقوانين الجمال التي تعارف الناس عليها عرضة للتطور والتبدل كما ذكرت في صفحات سابقة, ولم يعد المثل الأعلى للجمال يستوحي من التماثيل والآيات الفنية التي خلقها الرسامون والنحاتون, بل أصبح مفروضاً على أذواقنا الهشة, تفرضه السينما والصحافة, فإذا ما تصفحت إحداهن مجلة, وتطلعت إلى صور الممثلات الفاتنات, فإنها سترد طرفها وهي حسير, تعد الآهات وترسل الزفرات, إذ لن تجد بالطبع بين الممثلات من لها مثل أردافها المائجة, أو أناملها المعروفة, ومن الخير لهذه المرأة أن تذكر أنه ليس باستطاعة كل أنثى أن تكون كعارضات الأزياء (المانيكان) أو نجوم السينما اللائي تراهن في الصحف وعلى الشاشة, ولو أتيح لها أن ترى هاته الساحرات اللائي أخذن لبها لهالتها شوائب وعيوب في جمالهن نجحت الأضواء وأدوات الزينة وآلاعيب التصوير في إخفائها.

ويمكنك أنت بالذات أن تفعلي كما تفعل تلك الفاتنات تماماً, العيوب تخفينها والمحسنات تبرزينها, وتحققين الحلم الذي يراود أجفان كل أنثى وهو: الجمال.

لقد تبين لآخصائيي التجميل أن العيوب التي تشكو منها بعض النساء ليست في الواقع من الأهمية بقدر ما يتوهمن, وأن هناك من هن أسوأ حالا منهن ومع هذا فقد أدرجن في سجل الجميلات الساحرات.

ووراء "الفكرة الثابتة" أو "الشعور بالنقص" تمكن كل العلة, فقد تكون هناك من تشعر شعوراً مدمراً بوجود علة في جمالها, وقد لا يلحظ جلساؤها تلك العلة, ولكن شعور الانكسار والهم الذي يسيطر عليها يجعلهم يشعرون بما تتمنى إخفاءه, وهكذا تقضي عن غير قصد منها على الحسنات الكثيرة التي تمتلكها, أما إذا تجاهلت عيبها وأبرزت محاسنها, وجدت الابتسامة لا تفارق شفتيها وتحلت بروح مرحة تجذب الناس إليها, فإن العيب يتلاشى, وتصبح آية من آيات المجالس, وقبلة الأنظار والعيون.

وهناك أربعة عيوب طفيفة تنغص حياة أكثر نسائنا, كلها لحسن الحظ قابلة للاصلاح وهي:

1 – الأنف غير المتناسق.

2 – القامة القصيرة.

3 – الوزن الزائد.

4 – الشعر الذي يكسو البشرة.

ومع هذا, تأملي:

إن أنفاً فيه بعض الطول أو الضخامة أو التقوس, أو قامة قصيرة مع تناسق بين الأعضاء ووجه جميل معتني به, أو بضعة كيلوغرامات زيادة في الوزن الطبيعي, أو شعرات منتشرة على البشرة, إن شيئاً من هذا ليس منفراً كما تتوهمين, وهناك مائة طريقة وطريقة للتخلص من تلك العيوب, أو اخفائها.

وهنا تبدو لك طبيعة النظرة التي يجب أن تنظري بها إلى نفسك وأنت تدرسين نفسك أمام المرآة, يجب أن تنظري إلى خيالك على أنه يخص أنثى سواك, وأنك أنت ناقة منصفة مطلوب مها أن تبدي رأيها في شيء لا يخصها دون زيادة ولا نقصان.


0 التعليقات:

إرسال تعليق