Translate this site

الأربعاء، 5 أغسطس 2015

العلاج يجب أن يخضع لقواعده الثابتة

الموضوع بقلم: Dr

العلاج يجب أن يخضع لقواعده الثابتة



لئن كان الطبيب قد اعتاد على سماع المفارقات والمبالغات فلا تدهشه أية ظاهرة أو بادرة أو شكوى, فانه لا يملك إلا أن يدهش أحياناً ازاء الأهمية العظمى التي يعلقها البعض على أشياء تافهة أو عيوب مستترة لا قيمة لها, فهناك فتيات ترصع ووهن بعض اللطخات فلا يأبهن لها في الوقت الذي يأرقن فيه لزغب خفيف فوق شفتهن العليا أو في بعض نواحي الوجه.

والحقيقة أن هاته الفتيات هن اللواتي جعلن من الشعيرات الدقيقة غير المرئية, شعرات سوداء قاسية لكثرة ما عالجنها بمختلف الوسائل, ولكثرة ما أشرن إليها في أحاديثهن, يضاف إلى ذلك أن التوتر العصبي الذي تخلقه في نفوسهن, يؤثر تأثيراً فعلياً في صحتهن ويسبب ظهور العلة التي يشكين منها فعلاً, ذلك أن الجهاز المهيمن على نمو الشعر خاضع لتوازن غددي محدد, وقد يؤدي القلق لاختلاله وبالتالي لازدياد نمو الزغب واسوداد لونه.

وكذلك البثور التي تظهر في الوجه, انها تنطفئ وتزول دون أن تخلف أي أثر إذا لم تفقأ حبيباتها قبل نضوجها, أو إذا لم تنزع قبل الأوان القشور التي تعلوها.

إن فقء الحبة التي قد تظهر في الوجه لا يحل المشكلة لأنها تترك أثراً أسوأ منظراً من الحبة نفسها , وهذا خطأ.
ويتم ذلك عادة, بأن تنظر إحداهن في المرآة, فترى حبة أو قشرة تعتبرها مفسدة لجمالها فتنزعها بطرف ظفرها ثم تغطيها بطبقة من (البودرة) وتحسب أن الأمر قد وقف عند هذا الحد.
ولكن الذي يحدث, بعد هذا, لا يكون في حسبانها.

إن البثرة تعود أكبر مما كانت عليه, وزيادة على هذا فانها سوف تترك – بالتأكيد – أثراً واضحا في الوجه نتيجة للعناية الجاهلة التي بذلت للتخلص منها, وهكذا تنقلب الآية, فالعارض البسيط الذي حسبته صاحبته خطراً على جمالها, بات مشكلة فعلية تتطلب علاجاً متصلا طويل الأمد يقوم به أخصائي, وخطأ آخر تقع فيه سيداتنا.

إنهن يأكلن كل شيء يصل إلى أيديهن, بل يكدن لا يجدن تسلية ومتعة سوى تحريك الفكين والمضغ, وتأخذ السيدة في الترهل شهراً بعد شهر, تساعدها على ذلك حياة الدعة والسكينة, وإذا بها تكتشف ذات يوم أن ألبستها غدت ضيقة عليها, وأن الميزان قد سجل رقماً لم تعتد على أن تراه في الماضي, وهنا تسارع إلى تطبيق الحمية الاعتباطية أو تقتصر في طعامها على الفواكه والخضار, ومع هذا فانها لا تلحظ أي نقص في وزنها, بينما ترى أعراضاً لم تكن تراها في الماضي, كتشقق اليدين وجفاف الجلد, غير عالمة أن الجلد والشعر يتغذيان بالأدهان التي تتناولها عادة.


وهكذا ترين ان ليس مطلوباً منك أن تتخمي معدتك بالمآكل الدسمة, ولا أن ترهقي جسدك بالحمية والحرمان, فكلا الأمرين مفسد للجمال, ضار بالصحة, وقد يؤدي بك إلى أمراض لعلك لم تسمعي بها من قبل.

0 التعليقات:

إرسال تعليق