لمتابعة اخبار المرآة .. اشترك الان
«فرحتي بالطلاق أكثر من فرحتي بالجواز».. بهذه العبارة أطلقت صوفيا، زغرودة لتعبر عن فرحها بالحرية بعد زواج دام 7سنوات عانت فيها الأمرين بسبب غيرة الزوج وعدم التفاهم مع شريكها.
وتحدثت «صوفيا» لـ«عيون الحدث» بالتزامن مع تداول مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر سيدات بدت السعادة على ملامحهن خلال «حفلات طلاق»، للتعبير عن فرحتهن بالانفصال عن أزواجهن، وهو الأمر الذي جاء مغايراً لنظرة البعض إلى الطلاق باعتباره «وصمة عار للفتاة».
الطلاق ليس نهاية الحياة
«صوفيا» اعتبرت أن «الطلاق ليس نهاية الحياة كما تعتقد أغلب النساء في مجتماعتنا العربية».
وتابعت: «عندما هربت من الزواج كان بالنسبة لي هروبا للكرامة وحياة أخرى لكبريائي، الذي أُهدر تحت مسميات الحب والغيرة ومصطلحات أخرى مزخرفة لا معنى لها، كل شيء كان يخبرني بأن تلك الحياة ليست لي».
وتصف صوفيا معاناتها: «كنت أذبل وأموت ألف مرة في اليوم، وأغرق في بحر من التعاسة يرفض الجميع إنقاذي منه، أبكي وأصرخ بصوت عال في الشارع كطفلة فقدت والديها فجأة في زحمة المشاة، وأنا جد ممتنة لعقلي الذي منعني من التهور وقتل نفسي رغم الغباء الذي يسكنه منذ سنين».
وتواصل صوفيا سرد قصتها «رحلت وتركت كل شيء، طلقت نفسي بعد 7 سنين في من المنفى، حيث عشت في عذاب وألم».
وتصف صوفيا حالتها، قائلة: «الآن جسدي ملكي، أستطيع فرد خصلات شعري، أستطيع أن أفرد جناحي أستطيع أن أتنفس، فلن أموت ورأسي على وسادة بجانب رجل لا أحبه، ولا يمكن أن تكون هذه نهايتي فلن أموت وأنا أغسل فناجين القهوة».
وتؤكد صوفيا أنها بمجرد حصولها على الطلاق في نفس ذات اليوم اجتمعت هي وصديقتها وشقيقتها التي تصادف انفصالها في نفس اليوم عن زوجها واحتفلوا بعمل غداء وحفل ظلوا يرقصون ويغنون فيه من الليل للصباح»، مؤكدة عدم عزمها على الزواج مجددا بعد أن حصلت على حريتها، قائلة: «فرحتى بطلاقي كانت أكثر من فرحتى بزواجي».
لا يختلف الحال كثيرا مع كلثوم محمد، البالغة من العمر 38 عاما، والتى انفصلت بعد زواج استمر 16 عاما عن زوجها، فبمجرد أن حصلت على الطلاق أقامت حفلا هي وأبناءها، قائلة: «في نفس اليوم إللى اطلقت فيه عملت حفلة أنا ولادي واشترينا الحلوي والتورتة وكأنه حفل عيد ميلاد لى من جديد للتعبير عن فرحتى بالحرية».
وتحكي «كلثوم» قصتها قائلة: «أقمت مع زوجي، لكن الحياة تحولت بعد فترة إلى عذاب بسبب سوء التفاهم وبدأت الخلافات وكنا شبه منفصلين منذ عام 2013 ورفعت دعوى طلاق إلا أنه كان يرفض الطلاق، خوفا من أن أحصل على الشقة والسيارة الخاصة به وبعض ممتلكاته».
وتقول كلثوم: «طلبت الطلاق بكل أريحية، رغم وجود أطفال ولد 10 سنوات وبنت 14 عاما إلا أن الطلاق كان بالنسبة لى هو طوق النجاة وقد حصلت عليه هذا العام».
وتضيف «كلثوم»: «قررت أن أعيش حرة أربي أولادي الذين تفهموا سبب الانفصال».
وتصف كلثوم حالتها بعد الطلاق «ارتحت جدا وأصبحت أحلى شكلا ونفسيا، ولا ألتفت لما يتردد عن المطلقة لأن الطلاق ليست نهاية الحياة كما يحدث ويتردد بما إننا في مجتمعات ذكورية».
وعن تكرار الزواج مرة أخرى، قالت كلثوم: «حاليا صعب أفكر في الزواج الثاني في الوقت الحالى لأنى سعيدة بالحرية، ولكن لست ضد الفكرة، وأتتنى عروضا كثيرة للزواج لكن أغلبها كانت عرفية أو من متزوج بأخرى، لكن أنا رافضة الزواج العرفي وأشعر بالراحة أكثر بدون رجل، وصعب أدخل القفص تاني وأخسر سعادتى وحريتى دون تفكير وتريث كبير».
الحال لا يختلف مع الدكتورة «سمر.أ» التي انفصلت بعد زواج دام 3 سنوات ونصف عانت فيها خلافات بسبب سوء الاختيار، بحسب ما قالته.
«سمر»، طبيبة بشرية تزوجت من مهندس وسافرت معه إحدى البلدان العربية وعاشت معه أكثر من 3 أعوام منها عام واحد والباقي كله عند أسرتها بسبب الخلافات بينهما.
تقول سمر «اختياري لزوجي الأول كان خطأ كبيرا لأننى اعتمدت فيه على المظاهر كوني طبيبة ولابد أن أتزوج بعريس ذو حسب ونسب ومركز، لكننى تجاهلت التفاهم والاخلاق وهذا ما دفع بي للفشل لذلك طلبت الطلاق بعد خلافات ومشاكل سنوات عديدة».
«أخيرا حصلت على حريتى».. بهذه الجملة عبرت سمر عن سعادتها بخبر طلاقها والذى تم بعيدا عن المحاكم، قائلة: «كنت سعيدة جدا بعد أن حصلت على الطلاق، لكن كنت نادمة بسببب فشلي ورغم أن الزواج أسفر عن إنجاب طفلة هي كل حياتى إلا أن أسرتي دعمتنى جدا في قراري بالانفصال، لأنه كان أفضل سبيل لإنهاء حياة زوجية تعيسة كانت ستضر بطفلتى أكثر، وأيضا سعادتى الأساسية بالطلاق كانت تعود لدعم أسرتي لي ووقوفهم بجانبي وعدم تخليهم عني لأن هذا أحد أسباب قوة المرأة في هذه التجربة وتجاوزها بسرعة».
وتتذكر سمر يوم طلاقها قائلة: «خرجت مع صديقتي واشتريت ملابس جديدة وفسحت ابنتى وسافرت أنا وأسرتى مصيف وكنا في منتهى السعادة».
وتقول «سمر» إن «الطلاق ليس نهاية الحياة، فحياتي استمرت رغم مرور 6 سنوات على الانفصال، وابنتي أتمت 8 سنوات من عمرها، كما أنني خضت تجربة الزواج من محاسب، واعتمدت في اختياري على الأخلاق والشخصية، لذلك الحمد لله تجربتي ناجحة الآن، لأنني ابتعدت عن المظاهر واعتمدت على اختيار الزوج الصالح ذو الخلق لا المنصب».
وتضيف: «رغم أن الزيجتين كانتا تقليديتين إلا أننى سعيدة بأنني تعلمت الفرق بينهما، بأن الهدف لأي فتاة في الزواج لابد أن يكون الأخلاق والحب والتفاهم، قبل أي شيء آخر، وألا تلتفت للمظاهر، كما أن الفشل في تجربة ليس النهاية».
نظرة المجتمع للمطلقات
ولم يتسن لكاتبة تلك السطور التواصل مع الرجال الذين كانوا متزوجين من السيدات اللاتي تحدثن إليها لمعرفة رأيهم حول هذا الأمر، فيما قال رضا الدنبوقي، مدير مركز المرأة للإرشاد والتوعية، لـ«عيون الحدث» إن «الطلاق أبغض الحلال إلا أن الاحتفال به مؤخرا يأتي للحد من النظرة السلبية للمجتمع للمطلقة، وربما يرجع أيضا لطول أمد التقاضي والتنكيل من جانب الزوج علاوة على أن المرأة مغلوب على أمرها وإجراءات الطلاق كلها تمييزية ضد المرأة لكون الرجل يملك الطلاق بالإرادة المنفردة، أما المرأة تتخذ إجراءات كثيرة منها رفع الدعاوى والاستناد للشهود وأدلة ثبوت أخرى تبين أوجه الضرر الواقع عليها لكل ذلك تحتفل بفوزها اخيرا وتلتقط أنفاسها بالاحتفال، فالأمرغير مجرم ولا هو محرم».
وأضاف الدنبوقي: «أري أن الطلاق هو بداية حياة جديدة فدولة موريتانيا تعتبره حرفيا عيد، حيث ترتدي صديقات المطلقة الملابس الملونة ويزركشن أياديهن وأقدامهن بالحناء، وهو ما يشبه حفل الزفاف من جديد، ففي الطلاق حياة».
بدوره، قال باهر النجار محامي متخصص في قضايا الأسرة، إنه «ليس ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺃﻥ ﺗﻬﻤﺶ ﺍﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﻭﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻧﻈﺮﺓ ﺩﻭﻧﻴﺔ لأنها ﻟﻢ ﺗﻀﻊ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻴﻪ ﺑﺈﺭﺍﺩﺗﻬﺎ ولكن معاناتها أو سؤء التفاهم بين الزوجين يدفع أحدهما لطلب الطلاق لذلك فلابد من تغير هذه النظرة من قبل المجتمع».
وأضاف: «كثيرا من حالات الطلاق والخلع يكون سببها عدم التفاهم، وﻏﺎﻟﺒﺎ الطلاق ﻳـﺼـﺪﺭ ﻣــﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺑﻠﻔﻆ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﻣﻦ ﺯﻭﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﻄﻠﻘﺔ، ﻻ ﺑﻴد ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻻ ﺑﺮﻏﺒﺘﻬﺎ ولكن بحكم الظروف والمعاناة، ﻟﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻮﺭ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﻧﻈﺮﺓ ﺩﻭﻧﻴﺔ ﻣﻬﻤﺸﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺼﻔﺔ، ﻟﺬﻟﻚ ﻭﺟﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻛﻤﺠﺘﻤﻊ ﺃﻥ ﻧﻌﻴﺪ ﺍﻟﻨﻈﺮ في النظرة للمطلقة أو حتى الرجل المطلق لأنه لا يعنى ذلك أن بهما عيبا ولكن قد يكون الطلاق بسبب الظروف الاقتصادية أو سوء التفاهم أو عدم الإنجاب وعندما تتحول الحياة بين الطرفين للمعاناة فالطلاق يكون هنا طريق النجاة لهما ولأبنائهما حتى يكون لا يتأثرن بمشاكلهم ويصبح لدينا جيل غير سوي بسبب سوء العلاقة بين الأب والأم».
المشاركات
طريقة عمل شوربة الفريك
