Translate this site

الثلاثاء، 3 نوفمبر 2015

مش نهاية العالم.. كيف تتخطين اكتئاب ما بعد الإجهاض "من غير خوف"؟

الموضوع بقلم: Damietta Intertrade

بين وجع الآلام الجسدية والشعور بالإحباط بعد أن اقترب حلم الأمومة من التحقق، تعانى المرأة من الكثير من المشاعر المتضاربة بعد التعرض لتجربة الإجهاض، بين الخوف من عدم اكتمال حلم الأمومة أبدًا، والشعور بالذنب لأن جسدها كان أضعف من أن يحتفظ بالجنين، والخوف من تكرار التجربة وتكرار الفقد مرة أخرى. كل هذه المشاعر المتضاربة والسلبية قد تقودها إلى الاكتئاب وإلى الخوف المرضى من الحمل مرة أخرى، وتفقدها الكثير من ثقتها بنفسها، إذا لم تكن متفهمة تمامًا الأسباب التى أدت إلى ذلك فكيف يمكن أن تتخطى المرأة كبوة كهذه؟

"الفضفضة ثم الفضفضة"

الدكتور محمد هانى، استشارى الصحة النفسية يقول لـ"اليوم السابع" "فى هذه التجربة المريرة يجب أن تتحلى المرأة بالإيمان والصبر، وأن تحاول استيعاب الحكمة من وراء ماحدث لها، ولكن أحيانًا الغضب والحزن والسخط يجعلونا عاجزين عن فعل ذلك، خاصة فى الأيام الأولى من وقوع الإجهاض، حيث تكون مشاعرها فى أوجها، ولكن لأن الحياة لا تتوقف على أزمة واحدة، من المهم أن تعرف المرأة كيف تتخطى ذلك وتتجاوز الإجهاض".وأضاف استشارى الصحة النفسية أن "50% من العلاج هى الفضفضة، سواء مع شخص مختص أو مع شخص تثق به لتتخلص من الطاقة السلبية داخلها وتقوى إرادتها، ومن المفيد كذلك أن تتحدث مع نساء مررن بالتجربة نفسها، لأنهن أكثر من يمكنه الشعور بحالتها وتجعلن شعورها بالعار والذنب يقلان".ويتابع: "من المفيد أن تتحدث إلى طبيب النساء والولادة المختص وتعرف منه أسباب الإجهاض، لتتأكد أن ما حدث لم يكن ذنبها، وإذا أخطأت أو أهملت فى نفسها تعرف الأسباب كى تتجنبها فيما بعد.وأوضح هانى: إذا كانت تخشى تكرار التجربة والحمل مرة أخرى يجب أن تتحدث إلى استشارى النسا والتوليد ليفهمها أنها مؤهلة للحمل مرة أخرى ويطمئنها، وإذا لم يحدث ذلك فارقًا يجب أن تتحدث مع استشارى نفسى يطمئنها ويساعدها على التخلص من مخاوفها".ويحذر الاستشارى النفسى "الوحدة والانعزال أول خطوات الاكتئاب وتضاعف الحزن، فيجب أن تحرص على عدم الجلوس وحدها أبدًا وتنخرط دائمًا فى مجموعات، ولو عندها هواية معينة يفضل أن تعود لممارستها لتشغل نفسها وتفرغ فيها طاقتها وتنصرف عن التفكير فى الأمر".

متى تصبح الاستشارة النفسية واجبة بعد الإجهاض؟

يقول الاستشارى النفسى "إذا وجدت المرأة أنها عاجزة عن تخطى الأمر بنفسها يجب أن تلجأ للطبيب النفسى، خاصة إذا دخلت فى مرحلة الاكتئاب الحاد والذى تتمثل أعراضه فى رفض الطعام والعزلة التامة، وعدم التفاعل الاجتماعى مع أى شخص حتى المقربين جدًا منها بالإضافة إلى الشعور الدائم بالخمول والكسل وأن جسدها هامد وأنها غير قادرة على ممارسة أى أعمال منزلية، بالإضافة إلى الشعور الشديد بالإحباط واليأس والتوتر".

دور الزوج فى مساندتها لتخطى تجربة الإجهاض

وعلى الرغم من أن الزوج أيضًا يمر بتجربة خسارة صعبة فى حالة الإجهاض إلا أن الاضطرابات الهرمونية فى جسد المرأة على إثر الإجهاض والحمل تجعلها أكثر تأثرًا وأكثر ميلاً للاكتئاب والحزن، فضلاً عن آلامها الجسدية، ولذلك يشدد الاستشارى النفسى على أن الزوج يلعب دورًا مهمًا فى هذا الموقف الصعب فيجب أن يهون عليها ما تشعر به، وألا يلومها مهما حدث، حتى لو كانت أهملت فى نفسها وتسببت دون قصد فى حدوث الإجهاض.ويضيف "على الزوج أن يؤكد لها طوال الوقت أنها مهمة فى حياته وأن وجودها إلى جانبه أهم من أى شىء آخر، وأنه بإمكانهما المحاولة من جديد فيما بعد، والزوج أيضًا هو الشخص الوحيد الذى يمكنه أن يعيد لها ثقتها بنفسها، وبوقوفه إلى جانبها بهذه الطريقة الحنونة قد يشجعها على تكرار التجربة من أجل شكره والتعبير عن امتنانها له، كما يجب أن يحرص الزوج على ألا تجلس وحدها أبدًا ويساعدها على الخروج ومن المفيد أن يأخذها فى أجازة ويسافران معًا فى مكان مميز".

الإجهاض فى الشهور الأخيرة من الحمل

ويقول الاستشارى النفسى إن تجربة الإجهاض فى الشهور الأخيرة من الحمل تكون أقسى بكثير من الشهور الأولى، خاصة إذا بدأت الاستعدادات لاستقبال المولود، فهى فى هذا الوقت تكون استعدت وتهيأت نفسيًا للأمومة، فضلاً عن الاكتئاب المزاجى فى الشهور الأخيرة من الحمل الذى يجعل حالتها أسوأ كما أنها جسمانيًا تكون مرهقة ومتعبة أكثر، وفى هذه الحالة يفضل أن تلجأ لاستشارى نفسى، ويجب أن يوليها المحيطون بها عناية أكبر.

لو زوجها مغترب؟

وأوضح هانى: نظرًا لأن الزوج يلعب دورًا كبيرًا فى مساندة المرأة فى هذه الحالة، فإن غيابه لأسباب مثل السفر قد تجعل الضغوط عليها أكبر، خاصة إذا لم يكن الزوج متفهمًا لما تمر به وبدأ فى لومها على الإجهاض واتهامها بأنها تسببت به.وأضاف: إذا كان الزوج متفهمًا لما مرت به زوجته يفضل أن يحاول التواجد قربها، إن لم يكن بالعودة من السفر فيحاول أن يفعل ذلك من خلال محادثتها هاتفيًا مثلاً وأن يهتم بها طوال الوقت ويؤكد لها أن ما حدث ليس نهاية العالم، ويفضل فى هذه الحالة أن تلجأ الزوجة لطبيب نفسي، ويفضل أن يحاول الطبيب التواصل مع زوجها وإرشاده حول طريقة مساندتها.

مستشارة أسرية توصى بعدم تدخل الأهل فى الأمر

وتقول "نورا سلام" المستشارة الأسرية إنه من المهم أن تشارك الزوجة كل مشاعرها حول الوضع لأنهما فى مركب واحد ويجب أن يدعمها، وأن يتفقا على ألا يلوم أحدهما الآخر لأن ذلك لن يحل شيئًا بل سيزيد الوضع سوءًا، ويجب كذلك أن يتفقا على ألا يتدخل الأهل فى هذه الأمور كى لا يزيدوا الأمر سوءًا، ومن المهم أن تتكلم كثيرًا حول مشاعرها بخصوص هذا الموضوع مع زوجها بالمقام الأول، وإذا لم يكن متفرغًا أو متواجدًا يجب أن تبحث عن شخص تثق فيه وترتاح له لتتخلص من مشاعرها السلبية والشعور بالذنب.
المصدر:اليوم السابع
http://ift.tt/1H0kf9l via rss-المرأة http://ift.tt/1H0kf9l

0 التعليقات:

إرسال تعليق